الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة وُلد من اعتقاد راسخ بأن الفنون والثقافة يمثلان وسيلة لتحقيق التأثير المجتمعي الإيجابي. ومنذ بدأ الملتقى في عام ٢٠١٤، وقد سعى لإلقاء الضوء على الإنتاج الثقافي من كل أنحاء العالم العربي، تلك المنطقة التي تمتلئ بالمواهب والفرص. ونحن نهدف لدعم هذه المواهب العربية، والموهبة العربية هي التي تتجاوز التعريفات النمطية، وتحمل معاني العروبة المتجاوزة للحدود الجغرافية وتتمتع بتطور دائم.
ويعمل الملتقى على ثلاثة مسارات، أولها هو تنظيم وإنتاج العروض الأدائية العربية، وهذا يتيح مساحة للعروض في فعاليات مختلفة مثل مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة (دي-كاف) في القاهرة، والذي قدم عروضـًا من الملتقى في نسخ ٢٠١٤ و٢٠١٦ و٢٠١٨ و٢٠٢٢، وقد استضاف المهرجان عددًا من المبرمجين حول العالم. وعالميـًا، عرضت أعمال الملتقى في مهرجانات كبرى مثل مهرجان ادنبره فرينج عام ٢٠١٧، ومهرجان أفينيون سنة ٢٠١٨. ومؤخرًا عرضت أعمال الملتقى في أماكن متنوعة من بلدية فيتري سور سين بالتعاون مع مسرح جان فيلار، فوصلت العروض لجماهير أوسع وفتحت المجال لنقاشات وتبادل أفكار.
المسار الثاني هو إنتاج أعمال فنية لفنانين عرب مرموقين حول العالم بالتعاون مع مهرجان ومسارح عالمية. وقد شارك الملتقى في إنتاج ١٠ عروض من مصر ولبنان وسوريا والمغرب، وقد تنوعت أفكار العروض ما بين الحب والأسرة واللجوء والوضع السياسي وتسليع الفن والعمل.
ولإكمال حلقة الإنتاج الفني وشكل تمثيل الملتقى عالميـًا، فالمسار الثالث في عملنا يتمثل في ترويج وتوزيع كتيب العروض عن طريق فنانين عرب كبار، حيث شاركنا في عدة نسخ من بيناليه سينارز في مونتريال، كندا. كما شاركنا في اجتماعات الجماعة الدولية للفنون الأدائية(إسبا)، وهيئة الفنون الأدائية للمحترفين (أباب) في نيويورك.
ومن خلال هذا الكتيب نأمل أن نصنع جسرًا بين الفنانين العرب والمبرمجين ونخلق حوارًا ونحقق بعض التغيير.